نقاط التلاقي والاختلاف في انقلابي الغابون والنيجر

جمعة, 01/09/2023 - 07:21

تنضج الانقلابات العسكرية في العالم عموماً داخل مطابخ السلطة، لكنها لا تتشابه في الأصناف، وإن كانت المقادير هي نفسها دائماً، تحرك محدود وسريع من الدائرة العسكرية والأمنية المقربة من الرئيس المنقلب عليه ووضعه تحت الإقامة الجبرية، ثم إعلان البيان الأول ليرسم ملامح المشهد الجديد.

لكن المتتبع لانقلابات القارة السمراء منذ عام 2021 في مالي وبوركينافاسو وغينيا ثم أخيراً في النيجر والغابون، يعرف أنها تتشابه كلها في المجمل من حيث إنها تغيير بالقوة لنظام الحكم، ووضع حد للنظام الدستوري المعمول به، لكنها تتمايز في التفاصيل، خصوصاً من ناحية التنفيذ وصولاً إلى للعلاقات الجيوستراتيجية مع اللاعبين الكبار في المنطقة.

سمات مشتركة

يشبه انقلاب الغابون انقلاب غينيا كوناكري، لكونه جاء بعد إعلان فوز الرئيس بولاية ثالثة، ويشبه انقلاب تشاد لكون تولي محمد إدريس ديبي السلطة إثر إعلان وفاة والده إدريس ديبي إتنو في معركته مع متمردين، جاء بعد إعلان فوزه بولاية رئاسية سادسة.

ترى رئيسة قسم الإعلام بمركز الصحراء للدراسات والاستشارات أم لخوت يحي أنه "يتضح من خلال السياق العام للانقلاب العسكري، الذي أطاح الرئيس الغابوني علي بونغو، أنه أقرب إلى حركة تصحيح من الداخل برعاية فرنسية، إذ يبدو أن باريس استبقت الأحداث خوفاً من عدوى الانقلابات في المنطقة وحماية لمصالحها الكبيرة في الغابون، واستباقاً لدخول منافسيها على الخط، وذلك بعد أن بات واضحاً أن بونغو لم يعد قادراً على حماية هذه المصالح".

وعلى مستوى الشكل أشارت أم لخوت إلى تشابه آخر "اتسم به انقلاب الغابون، يجعله غير بعيد مما حدث في النجير، إذ أعلن ضباط من مختلف التشكيلات العسكرية والأمنية الوقوف خلف الانقلاب، وتزعمه قائد الحرس الرئاسي الذي يعتبر الراعي الرسمي للنظام في الغابون خلال سنوات مرض بونغو وابتعاده عن الواجهة".

ويشبه انقلاب الغابون انقلاب النيجر من حيث السماح للرئيس المعزول علي بونغو بالتواصل مع المحيط الخارجي، إذ وجه رسالة مصورة عبر الهاتف من مكان إقامته الجبرية.

 

كما بدا الانقلاب وكأنه رد فعل على تزوير الانتخابات التي فاز فيها بونغو بولاية ثالثة امتداداً لأكثر من 50 سنة من حكم أسرته، وهي نقطة يختلف فيها عن انقلابي بوركينا فاسو والنيجر اللذين أنهيا حلم الديمقراطية الفتية في البلدين.

 

إضافة إلى أن الإدانات الغربية والأفريقية للانقلاب كانت خفيفة اللهجة، على عكس ردود الفعل حول الانقلابات الأخيرة في المنطقة، خصوصاً النيجر التي ما زالت فرنسا تضغط في شأن التدخل العسكري فيها لإنهاء الانقلاب