
.خديجة سياسية متمرسة وخطيبة مفوهة بالحسانية والعربية وطبعا بالبولارية والفرنسية وتميل غالبا للحديث باللغة الفرنسية
فصيحة النطق جيدة الأسلوب وهادئة فى كل حواراتها تبتعد عن التشنج والعصبية والأهم انها لا تستخدم عبارات مسيئة فى حق خصومها سواء كانوا معها فى حوار مباشر أو كانوا سياسيين يرفضون نهجها
نجحت خديجة مرات عديدة فى أفحام بعض خصومها فى برامج حوارية واستخدمت ذكاءها الخارق لتمرير أخطر الخطابات والعودة فى نفس الجلسة لتبرئة نفسها من أية تداعيات لتلك الخطابات
خديجة ليست نكرة فهي بنت محاظر الضفة واشهر اسرها التى حمت اللغة العربية والدين الإسلامي والتعايش
وهي ايضا خريجة مدرسة فكرية صارمة مثلها المرحوم محمد المصطفى ولد بدر الدين
تحاول خديجة احيانا إمساك العصا من الوسط لكن عدم توازن" عصاها" فى بعض المرات يفقدها السيطرة عليها لتميل بها كل الميل
فى حلقة حوارية على تلفزيون تقدمي TTV كان طرفها الآخر السيد داوود ولد أحمد عيشه اظهرت خديجة قدرة فائقة على المحاججة بأسلوب ذكي يجعلك ترى سفح جبل الثلج قبل رؤية قمته
حاولت بذكائها إظهار براءتها من " افلام" مع أن كل ما قالته هو فى صميم برنامج " افلام " طرحا وادبيات ورؤية عنصرية
وقعت خديجة التى استحوذت على مجريات النقاش بالكاريزما والهدوء والبعد عن التشنج فى جملة تناقضات لعل ابرزها انها تطالب بلدا ترفض الاحتفال بيومه الوطني بمجموعة مطالب " حقوقية"
ولم يحدث أن رفض سياسي الاحتفال بعيد بلاده الوطني لأن فى ذلك كفرا بواحا بحرية الوطن وكيانه وانقى يوم فى تاريخه
اعترف بوطن مستقل أولا ثم اطلب ماشئت أو اعتبره مستعمرا وحاربه إن شئت لايوجد خيار آخر
وتتخلى خديجة فجأة عن الثقافة والوقار السياسي لتطلق كلاما لا يقبل حتى من طفل فى الابتدائية حين تقول كلاما قد يفهم منه انها تطالب بتاخير أو تعجيل يوم الاستقلال عن 28 نوفمبر
وهو مطلب ما سبقها له ولا به احد من العالمين فالاستقلال ليس ملابس يمكن استبدالها فى أية لحظة وليس اوراقا يمكن تزويرها مثلا
إن 28 نوفمبر ليس ملكا فرديا يمكن التصرف فيه
إنه ملك لكل الموريتانيين ورمزيته فوق كل اعتبار لا رتباطها بالإعلان الخالد للزعيم الوطني بطل الاستقلال والسيادة المرحوم المختار ولد داداه عن ولادة الجمهورية الإسلامية الموريتانية المستقلة وهي رمزية لا يمكن تغييرها بقنبلة نووية احرى أن يتم تغييرها بكلمة عابرة فى لحظة بعيدة عن أي تفكير وطني أو احترام للسياقات الوطنية
تستخدم خديجة ذكاءها للتلاعب بالمتلقى فتتهم الناصريين والبعثيين بالتشجيع على الفتنة والاستفادة منها فى حين تتحاشى إلصاق نفس التهمة ب" افلام" ومنظمات وحركات أخرى محلية تعزف على وتر اللونية العنصرية
ومع ذلك يحسب لخديجة أنها قالت بوضوح إنه يجب التحقيق فى كل الأحداث الوطنية ومعرفة دوافع وسياقات مقتل جنود وضباط فى هذا الانقلاب أو ذاك أو فى تلك الحقبة التاريخية أو هذه رافضة تحميل شريحة أو فئة اجتماعية المسؤولية عن دماء من قتلوا من طرف رفاقهم فى السلاح
وقالت إن أبناء الضحايا وعائلاتهم لايربدون سوى العدالة التى تحدد السياقات و الجناة والعقوبات وبعدها لا مانع من عفو ومصالحة وطي لملف سنوات الانقلابات الطائشة
واوضحت إنه يهم عائلات الضحايا استعادة الجثامين لدفتها بكرامة فى مقابر عائلية وفقا للدين والتقاليد المتوارثة
كانت خديجة دائما الأعلى صوتا فى كل حواراتها حتى لو خلطت عملا سياسيا صالحا وآخر عنصريا سيئا
وفى كل مرة كانت تحاجج بهدوء بذكاء بتاصيل وتحاول قدر المستطاع إقناع المتلقى بأنها تناضل من أجل موريتانيا موحدة بلا ظلم وبلا جور وبلا ازدواجية معايير



