الراعي والبقرات العجاف: قصة المفتاح والقفل/ ​بقلم: يحياوي محمد الأمين ولد يحيى

ثلاثاء, 30/12/2025 - 11:04

​في مرعى السنابل التي جفت قبل نضجها، يقف الراعي الجديد وقد سُلّمت له تركةٌ مثقلة: مفتاحٌ صدئ، ووزيرٌ عجلٌ سمين، وقطيعٌ من البقرات العجاف. لقد سُلمت له المقاليد ليدير هذا القطيع في مؤامرة سردية وللكيل بمكيالين؛ سبعُ بقراتٍ عجافٌ "تشترُّ" كَلأَ الوطن بلا روث، من تراكم مخلفات الفساد، في مشهدٍ يُراد به استدامة الأنين للوطن، مقابل استدامة العجل السمين.

​ومن خلف القضبان، يبرز وجه السجين؛ الذي استدرج الشعب يوماً بلغة الصناديق قائلاً: «اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ». إنه عزيزُهم المفلس الذي لم يحفظ الأمانة، بل دسَّ خلفه ذلك العجل ليكون هو المفتاح الموقوت الذي يكمل فصول «المؤامرة البينية» بوجوهٍ مستعارة، متناسياً أن الرهط والمفتاح ليسوا إلا أدواراً متبادلة في نهب المال العام.

​وفجأة، أدرك الراعي أن حرية "المفتاح" المطلقة ثغرة قد تُعيد فصول المسرحية؛ ولأنه كان لزاماً التأكد من أن القفل مغلق تماماً، فقد استُبدلت شفرته برمز (15)، وهي شفرة لا يعرف سرها إلا الراعي وحده. ومع وضع "الشريطة" العازلة حول العجل السمين والرهط المفسد، أُحكم العزل في غياهب الجب وحيداً؛ لضمان ألا تنقل البقرات العجاف عدوى اختلاس الأموال إلى باقي القطيع السمين.

​لقد أُغلق الباب، وانكشف زيف من خان الأمانة، فما أنت علينا بعزيز، «وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ»؛ فاذهبوا إلى السجن، ليبقى صدى الحق يلاحقكم: «أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ