نداء من ضفة الإقصاء: عودة القلم الحر وموريتانيا بلا ديناصورات فساد./ ​بقلم: محمد الأمين ولد سيدا محمد يحياوي

جمعة, 28/11/2025 - 10:19

​بمناسبة الذكرى الخامسة والستين وعيد الاستقلال المجيد في الثامن والعشرين من نوفمبر، أتشرف بأن أستأنف من جديد مسيرة القلم، مشاركًا زملائي الصحفيين الأفاضل الأحرار في موريتانيا أفراح هذا اليوم المبارك. تهنئة من القلب لكل من يحمل مشعل الحقيقة، مؤكدًا التزامنا المتجدد بقضايا الوطن وحرية الكلمة.

​وتأكيداً لهذه العودة المُتجدّدة، أعلنها صراحة: إني لا أخاف اليوم أي شيء كالزمن الخالي، الزمن الذي كان فيه شرطي المرور يقف على الورقة التي نحاول الكتابة عليها. ولأن موريتانيا اليوم حرة، فوداعاً للاسم المتخفي الملثم في الكتابة. فليست هناك أسماء مستعارة في الصحافة حتى الآن، وها هو اسمي الحقيقي الذي ستعرفونني به على حقيقتي: محمد الأمين ولد سيدا محمد يحياوي.

​وها أنا اليوم أستأنف مسيرتي، لا لأعود كما كنت تمامًا، بل لأكون أكثر حرية وانعتاقاً وأشد إصرارًا. فمن موقعي هذا كـكفيف في هذه الضفة، أدرك أن الإعاقة ليست حاجزًا، بل ضوء يوجه القلم نحو الزوايا التي غابت عن المبصرين، وهذا ما يزيدني مسؤولية ووهجًا في ساحة الصحافة الوطنية.

​إن هذه العودة تضعني في موقع مختلف؛ فكما كنت من الرواد الأوائل في هذه المهنة، أجدني اليوم أتحول، بكل فخر، إلى عميد للصحفي الكفيف في موريتانيا. ومن هذه الضفة، أمد يدي لكل قلم يسعى للحقيقة والإصلاح. لطالما كان القلم ريشتي ونبراسي في فن الكتابة، ولن يتوقف عن خدمة الحقيقة.

​وهذا التزام يذكرني دائمًا بموقفي الثابت ضد الفساد ونَبْذِهِ من أعلى سلطة في البلد. كنت ولا زلت، وسأظل، سيفًا صارمًا للكلمة الصادقة التي تجابه تيارات الخطأ، مهما كانت التضحيات.

​إن هذا اليوم، اليوم الأغرّ للوطن، يجب أن يكون يوم احتفاء بالاستقامة والنزاهة. وفي هذا السياق، نؤكد أن شرف الاستقلال يقتضي أن لا يخرج أو يتم العفو عن أي مفسد أو أحد من بارونات الفساد أو أكلة المال العام. بل ليظل جميع أولئك البارونات خلف القضبان إلى الأبد، حتى تكون موريتانيا خالية من تلك الديناصورات (المنقرضة)، فعدالة الوطن هي صمام أمان حريته.

​إن شرف هذه الذكرى الغالية، الخامسة والستين، يؤلمني لأنه يذكرني بأنني لا زلت أعاني رغم كفافي، كما كنت مقصيًا في الأعوام التي سبقت، والتي لا أريد أن أتذكرها. ولم أستحق أي حق في مجال الصحافة حتى الآن، وإنني لازلت أطالب بإنصافي ومنحي المكانة التي تليق بمسيرتي وتضحياتي، ليكون بمثابة جند استحقاق أنال فيه الشرف، ليكون احتفال الوطن كاملاً بشرفائه المخلصين.

​في الختام، بصفتي الصحفي المتمرس والقانوني الذي يمتلك ناصية جميع فنون الكتابة الصحفية، أقدم أسمى آيات التهنئة لكل زملائي في الأسرة الصحفية الرسمية والمستقلة بمناسبة الذكرى الغالية لاستقلال بلادنا. لنجدد العهد جميعًا على أن يبقى القلم الموريتاني شاهدًا على الحقيقة، وسدًا منيعًا لحرية الوطن وتقدمه. عاشت موريتانيا حرة مستقلة، وكل عام وأنتم والوطن بألف خير.

​ودمتم للنجاح.

​يحياوي

الجوال: 36781212

[email protected]