
تعتبر شريحة الحراطين هم حلقة الوصل بين مجتمع البيضان بصناهجته وحسانه، وبين مجتمع الزنوج بمختلف أعراقه، ماجعلهم عامل وحدة وثراء، لا عامل تفرق وانقسام.
خصوصيتهم المذكورة ترشحهم ليكونوا نواة مجتمع تذوب فيه العرقيات المتجاورة على هذه الأرض التي تتخذ من الإسلام مرجعا، ومن اللغة العربية لغة للدولة والتعليم.
فالدين واللغة هما عماد الهوية الموريتانية الجامعة التي يمثلها لحراطين، إذ الدين الإسلامي واللغة العربية يوجدان على مسافة متساوية من الجميع، ولايمكن لأي عرقية الاستئثار بهما للتمجد على العرقيات أخرى.
يضاف إلى ذلك كون لحراطين على مسافة متساوية من الجميع، مايمنع أي عرقية من ابتلاعهم أو محاولة ترجمتهم إلى لغتها أوعاداتها الخاصة.
وهنا لاينبغي الخلط بين هوية الحراطين، وبين سياسة بعض عناصرهم. مع العلم أن السياسة قد تمكن بعض عناصرهم من استغلال مكانتهم للحصول على مكاسب خاصة.
استغلالهم للحصول على مكاسب خاصة غير أخلاقي قطعلا، غير أن السياسة المحلية -في بلادنا- صارت قسما من الاقتصاد، ماجعل الاستغلال السياسي أهم وسليلة يمتلكها الطامحون لرفع مستوى المعاش الخاص بهم.
وفي نفس السياق ليس مستحيلا كذلك استغلال بعض سياسييهم أطماع سياسيين من عرقيات أخرى مادام ذلك يؤدي إلى نفس الهدف.
وأعني استغلال بعضهم لأصحاب الثأر من العرقيات الأخرى، كاستغلال امكانيات رئيس سابق يطارد خلفه على ثأر، أو استغلال سياسيين وعائلات تطارد نظاما سابقا وجنوده بتهمة قتل أبنائها في إبادة جماعية.
فجميع صنوف الاستغلال تلك ليس فيها مايشكل خطرا على الهوية، وإن شكلت خطرا على السياسة.
إذن المشكلة ليست في لحراطين، المشكلة في أطماع السياسيين.
الأستاذ : محمد سدينا ولد الشيخ/ محام