ما وراء وساطة إسبانيا في .مختبر الشرطة وسيناريوهات الحكم القادمة

أربعاء, 10/12/2025 - 10:52

تفيد معطيات من مصادر قريبة من دوائر القرار أن مهمة يَعْبُد ولد سيدنا عالي ، المستشار الأمني لدى الوزير الأول المختار ولد انجاي، في إسبانيا جاءت بهدف التوسط لمعالجة الخلاف المتصاعد مع الجنرال المتقاعد مسغارو ولد غويزي. وقد عُقد اللقاء بين الطرفين في فندق كريستينا بمدينة لاس بالماس، وهو مكان الإقامة المعتاد للجنرال خلال زياراته لإسبانيا.

وتشير المصادر إلى أن الوساطة لم تكن ثنائية، إذ حضرها أيضًا مسؤول كبير آخر شارك في النقاشات قبل أن يغادر لاحقًا إلى باريس، فيما عاد يعبد ولد عبد السلام إلى نواكشوط لحضور احتفالات عيد الاستقلال عقب انتهاء مهمته.

ووفقًا للمعطيات، لم تكن عودة الجنرال إلى البلاد محل إشكال من حيث الأصل، إذ لا يخضع لأي حظر، غير أن هدف الوساطة كان تنسيق حضوره لاحتفالات عيد الاستقلال ضمن ترتيبات سياسية محددة. وشملت هذه الترتيبات تقديم اعتذار عن زيارة سابقة لوزير سابق محسوب على الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، إضافة إلى التعهد بعدم تكرارها أو اتخاذ مواقف يمكن تفسيرها كمعارضة سياسية. كما لوّحت الأطراف بإمكانية إعادة فتح ملف مختبر الشرطة ومواصلة الإجراءات المرتبطة به في حال عدم التجاوب.

ولا تستبعد المصادر أن يمتد هذا المسار لاحقًا ليشمل شخصيات أخرى، من بينها الجنرال المتقاعد ووزير الدفاع الحالي حننه ولد سيدي، إلى جانب كل من يُنظر إليه كمصدر إزعاج أو منافسة محتملة لوزير الداخلية الحالي، الذي يُتداول اسمه كخيار للنظام في مرحلة ما بعد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، في حال عدم توجهه إلى مأمورية ثالثة.

وتضيف المعطيات أن ولد غويزي رفض هذه الشروط، ما فتح الباب أمام حديث واسع داخل الأوساط السياسية عن استهداف إعلامي ومحاولات تشويه سمعة عبر ربطه بملفات فساد، من بينها ملف المختبر، الذي يرى مقربون أنه يُستَخدم في سياق تصفية حسابات سياسية.

وتذهب مصادر مطّلعة إلى أن ما يجري قد يندرج ضمن تحوّل أوسع في سلوك السلطة الحالية، مرتبط بإعادة ترتيب مراكز النفوذ استعدادًا للمرحلة المقبلة. وفي هذا السياق، يتركّز التحليل السياسي داخل النخبة على سيناريوهين محتملين فقط:

• إمّا توجّه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني نحو مأمورية ثالثة،

• أو التمهيد لخيار بديل من داخل السلطة الحالية، يُتداول ضمنه اسم وزير الداخلية باعتباره أحد الاحتمالات المطروحة.

وتؤكد المصادر أن هذا الطرح يظل في إطار التحليل السياسي غير الجازم، في ظل غياب أي إعلان رسمي، لكنه يعكس حجم التساؤلات والقلق داخل دوائر القرار بشأن اتجاهات المرحلة القادمة.

منتدي انوكشوط