
كان خطاب "تمبدغة" هذا المساء بلا شكّ الحدث الأبرز في زيارة الرئيس لولاية الحوض الشرقي. كان مخ الزيارة وجوهرها السياسي. يبدو أن الرئيس أعدّه مُسبقًا، واحتفظ به لهذة المحطة ليكون خاتمة مسك، ويستمر صداه لفترة طويلة في الأوساط السياسية بسبب كونه يفتح الباب لنقاش جِدّي حول مدى نجاعة مؤسسات الدولة في خدمة المواطن وتحقيق التنمية، وما هي أولويات الإصلاح.
عندما يتحدث الرئيس عن حوار وطني جامع ويتساءل عن قيمة وأهمية المؤسسات الدستورية والإدارية والهيئات الانتخابية الحالية (البرلمان، الحكومة، المجلس الاقتصادي والاجتماعي، مجلس الفتوى والمظالم، المجالس الجهوية، المنظومة الانتخابية، إلخ)، وهل تؤدي دورها كاملا، فهو يلمّح حتما إلى وجود ضعف أو قصور في أداء هذه المؤسسات. ويمكن اعتبار هذا التساؤل بحد ذاته دعوة صريحة إلى مراجعة أو إصلاح هذه المؤسسات عبر حوار وطني جاد ومسؤول؛ ذلك الحوار الذي ما فتِئ فخامته يدعو إليه ويؤكد التزامه بتنفيذ مخرجاته.
محمد فال بلال



