
حكاية كتابٍ يتنقّل بين الأغنية والمعرض! . غدا، تحتضن نواكشوط أول معرض دولي للكتاب، في مشهدٍ يُعيد إلى الذاكرة زمنا خُيّل إلينا فيه أن الكتاب أصبح مشروع دولة لا زينة مناسبة. في عهد الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، انتشرت “دور الكتاب” في ربوع البلاد، وارتفع صوت الفن يُغني للمعرفة: “يِلّ ذاك يوحل فكتابو”.. ما إن رحل نظام ولد الطايع،حتى صمت النشيد، وأُغلقت الرفوف، وتحولت دور الكتاب إلى مكاتبٍ للحالة المدنية… تحلّ فيها الأختام محلّ أفكار لم تولد بعد، ومستخرجات ميلاد محلّ إبداع لم يوجد!. وهكذا اكتشفنا أن ما عشناه لم يكن نهضة ثقافية… بل ديكورا رسميا مؤقتا. واليوم، ونحن نرفع شعار “رفوف الصحراء”، يبقى السؤال معلقا بين الذاكرة والواقع: هل سيستعيد الكتاب مكانته في بلاد عُرفت بأنها أرض المليون شاعر؟ أم سيبقى مجرد زينة على رفّ معرض موسمي؟.
الشيخ أمين