هنا… جمهورية الفساد المتحدة!

جمعة, 10/10/2025 - 12:33

مرحبًا بكم في الجمهورية التي لا تُقهر،

جمهورية الفساد المتحدة… حيث تتبدّل الحكومات كما تتبدّل اللافتات،

لكن العادات باقية، والوجوه ذاتها، والفساد دائم الحضور،

وحيث تُقرأ تقارير محكمة الحسابات كما تُقرأ قصص الخيال:

شيّقة، لكنها لا تزعزع اليقينيات ولا تُقلق الفاسدين!

في قطاع البترول والمعادن، تُوقَّع العقود بنية صافية وقلوب طيبة:

لا وثائق، لا التزامات، لا تكوين كوادر… فقط “ثقة متبادلة”!

أما البيئة؟ فهي في جمهوريتنا – كعادتها – تدفع الثمن بصمتٍ نبيل،

فقد تعلمت الصبر من الشعب، وتخصّصت في التحمّل بلا شكوى.

 

وفي وزارة الصحة، حققنا معجزة وطنية:

اشترينا علاجات لكرة القدم مدعومة بمعدات غير مطلوبة،

وبذلك عالجنا الفساد بالفساد، وابتكرنا دواءً فريدًا:

“لقاح المناقصة الصورية”!

 

أما الطرق والمشاريع، فقد تحوّلت بفضل وزارة التجهيز إلى فكرة فلسفية عميقة:

تُعرض على الشاشات، تُدفع تكاليفها مقدّمًا، ثم تُنسى لاحقًا.

فالطرق عندنا موجودة — كما في الحلم — فقط على الورق!

 

وفي ختام المسرحية، تطلّ محكمة الحسابات لتوصينا كعادتها:

“بتعزيز الحوكمة وتحسين الشفافية…”

وكأننا لم نجربهما من قبل، أو كأن المشكلة في نقص التوصيات لا في نقص الضمير!

ويبقى السؤال الوطني الكبير:

هل سيختار الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن يكون حامي الوطن؟

أم راعي “استمرارية” الفساد القديم تحت شعارات جديدة؟

أما الشعب المسكين، فقد تجاوز مرحلة العلاج،

وبات بحاجة إلى حصانة ضد الأمل الزائف…

فالأمل في جمهوريتنا مثل الكهرباء: يأتي دقائق… ثم ينقطع!.

- عن صفحة الشيخ أحمد أمين