قمة بغداد تدعو لحوار بسوريا وتدعم وحدتها وتدين اعتداءات إسرائيل عليها وفق البيان الختامي للقمة العربية الـ34

سبت, 17/05/2025 - 17:24

** المشاركون بالقمة في بيانهم الختامي:

- أعربوا عن دعمهم وحدة أراضي سوريا وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة عليها

- دعوا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى ممارسة الضغط لوقف هذه الاعتداءات واحترام سيادة الدول

- رحبوا بإعلان ترامب عزمه رفع العقوبات المفروضة على سوريا وبتخفيف العقوبات الأوربية عنها

- دعوا إلى تبني مؤتمر حوار وطني شامل وثمنوا استعداد العراق لاستضافته

- أكدوا ضرورة تطبيق اتفاق وقف النار في لبنان وإدانة الخروقات الإسرائيلية له

- طالبوا إسرائيل بالانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط من لبنان إلى الحدود المعترف بها دوليا

- دعموا الجهود لتحقيق الاستقرار والأمن في اليمن ولإنهاء حالة الحرب والانقسام فيه

- دعوا جميع الأطراف السودانية إلى الانخراط في مبادرات تسوية الأزمة مثل مبادرة إعلان جدة

- أكدوا دعمهم الكامل حل الأزمة في ليبيا عبر الحوار الوطني بما يحفظ وحدة الدولة

- أعربوا عن دعمهم لمحادثات إيران والولايات المتحدة حول الملف النووي

- دعوا إيران إلى التجاوب مع مبادرة الإمارات لإيجاد حل سلمي لقضية الجزر الثلاث المحتلة

أدانت القمة العربية الـ34 التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد، السبت، الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، داعية إلى ضغط دولي لوقفها، ورحبت باعتزام واشنطن رفع العقوبات عن دمشق.

 

كما أكد البيان الختامي للقمة العربية الـ34 على دعم وحدة الأراضي السورية، ودعا إلى تبني مؤتمر حوار وطني شامل يضم مكونات الشعب السوري.

 

** دعم وحدة سوريا

وعبر بيانهم الختامي الذي ضم 32 بندا، أكد المشاركون في القمة على "احترام خيارات الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه، والحرص على أمن واستقرار سوريا، الذي ينعكس على أمن واستقرار المنطقة".

 

وأعربوا عن "دعمهم وحدة الأراضي السورية، ورفض جميع التدخلات في الشأن السوري، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية وانتهاك سيادتها ومحاولة تقويض وتدمير مقدراتها الوطنية".

 

ودعوا المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي إلى "ممارسة الضغط لوقف هذه الاعتداءات واحترام سيادة الدول".

 

ورغم أن الإدارة الجديدة في سوريا برئاسة أحمد الشرع لم تهدد إسرائيل بأي شكل، شنت تل أبيب بوتيرة متصاعدة، خلال الأشهر التي أعقبت الإطاحة بنظام بشار الأسد نهاية 2024، غارات جوية على سوريا، ما أدى لمقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش.

 

ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام الأسد، حيث احتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.

 

** ترحيب برفع العقوبات

المشاركون في قمة بغداد أكدوا أيضا على "ضرورة المضي بعملية سياسية انتقالية شاملة تحفظ التنوع والسلم المجتمعي مع أهمية احترام معتقدات ومقدسات فئات ومكونات الشعب السوري كافة".

 

ورحبوا بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وبتخفيف العقوبات الأوربية.

 

واعتبروا أن ذلك "يفتح الطريق أمام تسريع وتيرة التعافي وإعادة الإعمار في سوريا، ويسهم في توفير الظروف اللازمة للعودة الطوعية والكريمة والآمنة للاجئين السوريين، وعودة النازحين داخليا إلى مناطقهم الأصلية".

 

والثلاثاء الماضي، أعلن ترامب من الرياض، اعتزامه رفع العقوبات المفروضة على سوريا، موضحا أن القرار جاء بعد مشاورات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

** حوار وطني سوري

المشاركون في قمة بغداد دعوا كذلك إلى "تبني مؤتمر حوار وطني شامل يضم مكونات الشعب السوري".

 

وثمنوا في السياق ذاته "استعداد العراق لاستضافة المؤتمر وبالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والدول العربية الشقيقة، في سبيل ضمان تحقيق المصلحة الوطنية السورية".

 

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 سنة من حزب البعث الدموي، و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.

 

** دعم لبنان وتضامن مع اليمن

وبشأن قضايا إقليمية أخرى، أكد المشاركون في القمة على دعمهم الدائم للبنان "في مواجهة التحديات والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، وحماية حدودها المعترف بها دوليا بوجه أي اعتداءات عليها وعلى سيادتها".

 

وأكدوا في هذا الصدد "ضرورة تطبيق الترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية (اتفاق وقف إطلاق النار) بجميع بنوده، والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701 بكامل مدرجاته، وإدانة الخروقات الإسرائيلية لهما".

 

وفي عام 2006 اعتُمد مجلس الأمن القرار 1701، والذي دعا إلى وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل ولبنان على أساس إنشاء منطقة عازلة.

 

وطالب المشاركون في القمة إسرائيل بـ"الانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط من لبنان إلى الحدود المعترف بها دوليا، وبتسليم الأسرى المعتقلين في الحرب الأخيرة والعودة الى الالتزام بمدرجات اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل لعام 1949".

 

ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل قرابة 3 آلاف خرق له، ما خلّف 201 قتيل و491 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.

 

وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا لاتفاق وقف إطلاق النار، لتنفذ انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال رئيسية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.

 

وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

 

** اليمن والسودان وليبيا والصومال

وبشأن اليمن، أكد المشاركون في القمة العربية "تضامنهم الكامل" مع البلد العربي في "الحفاظ على سيادته ووحدته".

 

ولفتوا إلى دعمهم "الجهود لتحقيق الاستقرار والأمن في اليمن، ولإنهاء حالة الحرب والانقسام فيه، وإيجاد الحلول عبر الحوار الداخلي وتوفير الظروف الملائمة لتحقيق السيادة والازدهار، ورفض جميع أشكال التدخل في شؤونه الداخلية".

 

ومنذ قرابة 3 أعوام، يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 10 سنوات بين القوات الموالية للحكومة مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات ومدن بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

 

وحول السودان، أكد المشاركون في القمة على "أهمية إيجاد حل سياسي لإيقاف الصراع" بهذا البلد بـ"الشكل الذي يحفظ سيادته ووحدة أراضيه، وسلامة شعبه".

 

ودعوا جميع الأطراف السودانية إلى "الانخراط في مبادرات تسوية الأزمة مثل مبادرة إعلان جدة، وغيرها من المبادرات".

 

ويخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

 

وعن ليبيا، أكد المشاركون في القمة على "دعمهم الكامل حل الأزمة" في هذا البلد "عبر الحوار الوطني، بما يحفظ وحدة الدولة، ويحقق طموحات شعبها واستقرارها الدائم"، مؤكدين "رفض جميع أشكال التدخل في شؤونها الداخلية".

 

وتعاني ليبيا بين حين وآخر مشكلات أمنية وسط انقسام سياسي متواصل منذ عام 2022، إذ تتصارع حكومتان على السلطة.

 

وعلى مدى سنوات، تعثرت جهود ترعاها الأمم المتحدة لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية يأمل الليبيون أن تقود إلى نقل السلطة لحكومة واحدة وإنهاء نزاع مسلح يعانيه منذ سنوات بلدهم الغني بالنفط.

 

وبشأن الصومال، أكدوا دعمهم لـ"وحدة أراضيها ولإرساء دعائم الأمن والاستقرار عبر مساهمة الدول العربية في تعزيز قدراتها وتمكينها من الاستجابة للتحديات التي تواجهها في المرحلة الراهنة، ودعم مسيرة التنمية المستدامة، وإدانة كافة الأنشطة والأعمال الإرهابية التي تتعرض لها".

 

** الإمارات ومحادثات واشنطن وطهران

كما أكد المشاركون في القمة على سيادة الإمارات على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، داعين إيران إلى "التجاوب مع مبادرة الإمارات لإيجاد حل سلمي لهذه القضية من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية".

 

ولفتوا إلى "ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط".

 

وأدانوا "جميع أشكال وأنماط الإرهاب والأفكار المرتبطة به، والأعمال والنشاطات الإرهابية التي تقوم بها العصابات الإرهابية، لاسيما داعش والقاعدة، والجماعات والأفراد المرتبطة بهم، التي تُمثل الخطر الفاعل في المنطقة العربية بشكل عام".

 

وأعربوا عن دعمهم لمحادثات إيران والولايات المتحدة "للتوصل إلى نتائج إيجابية لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وضمان عدم رفع مستويات تخصيب اليورانيوم لأكثر من الحاجة المطلوبة للأغراض السلمية"، مثمنين دور سلطنة عُمان في هذه المحادثات.

 

وكان ترامب انسحب بشكل أحادي من الاتفاق النووي مع إيران في عام 2018. وفي مارس/آذار الماضي، بعث ترامب برسالة إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي تتضمن دعوة لاستئناف المفاوضات النووية، وهدد ضمنيا باستخدام القوة.

 

بدورها، ردّت طهران على الرسالة عبر قنوات دبلوماسية في سلطنة عُمان، ومن ثم انعقدت 4 جولات تفاوض غير مباشرة في مسقط وروما. وأعلنت كل من واشنطن وطهران عن "تقدم ملموس" في هذه المحادثات.

وفي وقت سابق السبت، شهدت العاصمة العراقية، القمة العربية في دورتها العادية الـ 34، تحت شعار: "حوار وتضامن وتنمية"، وسط ملفات عربية ساخنة، أبرزها حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة للشهر العشرين، إلى جانب أزمات إقليمية أخرى تشمل سوريا ولبنان والسودان.

وعقدت القمة في القصر الحكومي ببغداد، وهي الرابعة التي يستضيفها العراق على مستوى القادة، منذ بدء القمم العربية العادية والطارئة للجامعة العربية عام 1946.