القوة المدفوعة بالصبر فلاذ كالسيف ..نصر من الله وفتح قريب

أحد, 15/06/2025 - 21:26

إن صمود المقاومة في مواجهة غطرسة الكيان الغاصب في قلب العاصفة، ومع مكابدة شعب فلسطين، يتردد صدى الوعد الإله: "نصر من الله وفتح قريب". لم تعد هذه الآية مجرد وعد، بل نبوءة تتجلى في صمود محور المقاومة الإسلامية التي الشرعها الله بذود عن العرب من خلال هيبة سيف الإسلام الذي وعد الله عباده المتقين بأن يبقى مسلولاً لإعلاء دينه والدفاع عن عرض عباده وبلادهم ويتجلى ذالك في ذراع محور المقاومة والدفاع عن الأقصى الشريف خاصة بعد عدوان الكيان الغاصب  على الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي ظن أنه بمنأى عن الحساب, غير أنهم تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والأنفس وسقطت هيبة ردعهم لكاذب بعد موجة غاراة إيران المتمثلة في الوعد الثالث ، فهذه الحرب ليست عابرة، بل هي حرب وجود أو مصيرية تُحدِّد ملامح المنطقة. لقد اسقط القناع عن هذا الكيان، وبات صغيراً في أعين الشعوب، وأظهرت الأحداث أن النصر بات قاب قوسين أو أدنى، وأن تحرير الأقصى هو الهدف الأسمى.

تتجلى صلف الكيان الغاصب في ضرباته العدوانية، مدفوعًا بوهم القوة المطلقة. هذه الأفعال لا تكشف عن طبيعته العدوانية فحسب، بل عن محاولة يائسة لفرض هيمنة لم تعد ممكنة. الرئيس الأَمْرِكِيّ ترامب وصف الحرب بـ"الضرُوس"، ما يعكس إدراكًا دوليًا لخطورتها. ومن منظور محور المقاومة، فإن اتهامات إيران للولايات المتحدة (الأَمْرِكِيَّة) بالتواطؤ وتقديم الضوء الأخضر تجعلها شريكًا في هذا العدوان.

في مواجهة هذا العدوان، تبرز قوة إيران كعامل حاسم؛ فإيران ليست كغزة، وليست كحماس. إنها دولة ذات سيادة، بـترسانة صاروخية ضخمة وقدرة على الاستمرار في حرب شاملة. هذا هو مفهوم "السيف الجديد"، فكما كان للسيف في التاريخ الإسلامي دور محوري في الفتوحات الإسلامية فها هو اليوم يعود كما كان سيف الله المسلول ولاكن بالقوة لإستراتجية والقدرات الصاروخية لأن الرأس لا يكون ذنباً ، يمثل اليوم السلاح القوي ردعًا مماثلاً. هذه القدرة ستؤدي إلى "سقوط معنويات الكيان الغاصب". ولا يمكن إغفال الدور المحوري لليمن (جماعة أنصار الله/الحوثيين)، الذين أثبتوا الشدة والكفاءة والبأس القوي في الاستنساخ وطول النفس، مما جعلهم قوة مؤثرة قادرة على استنزاف الخصوم بفاعلية عالية.

إن عامل "النفس الطويل" يُصبح الفيصل الحاسم، كون إيران معروفة بصناعة السجاد فقد اكتسبت من ذالك طول النفس والصبر وهذا مايربك الشعب اليهودي فالكيان الغاصب لا يمتلك هذا النفس الطويل للصمود في حرب استنزاف حقيقية. مجتمعه تحت ضغط متواصل من انقطاع الكهرباء والملاجئ والقصف، لا يمكنه الاستمرار طويلاً. فالضغوط النفسية والاقتصادية تفوق قدرتهم على التحمل. هنا يتجلى الفارق بين القدرات في الصمود البشري والنفسي وكفاءة الأنظمة الدفاعية. وكما يقول المثل العربي: "من بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة"، والأدهى، فإن الكيان الغاصب، بمدنه المكتظة وجبهته الداخلية الهشة، وبنائه القائم على الاغتصاب، هو في الحقيقة أوهن من بيت العنكبوت؛ فلم يكن مؤهلاً لإشعال هذه الحرب، وها هو يجني عواقب استكباره حيث تحولت لأراضي المحتلة ركاماً وقتل منهم لكثير وجرح زهاء 3 مائة جريح واختفى بعضهم تحت الأنقاض والركام ليذوقوا وبال ما جنوه بالغطرسة البربرية على سكان غزة من الأطفال والنساء وذالك بفعل الضربات لتي سددتها لهم إيران ومحور المقاومة في اليمن.

الولايات المتحدة (الأَمْرِكِيَّة) تُدرك مخاطر التصعيد الإقليمي. محاولاتها لاحتواء الأزمة عبر اتصالات ترامب تكشف عن قلق أَمْرِكِيّ ودولي. هذا يؤكد أن هناك جهودًا لمنعه من جر المنطقة إلى حرب شاملة. المصالح هي المحرك الأقوى؛ فقد تختار الولايات المتحدة (الأَمْرِكِيَّة) التخلي عن الكيان الغاصب وعدم الدخول معه في حرب مباشرة، حفاظًا على مصالحها الاستراتيجية، رغم أنها سلمته جميع الأدوات اللازمة للحرب. ورغم تعرض إيران في السابق لخداع أَمْرِكِيّ-إسرائيلي واغتيالات، إلا أنها الآن قادرة على رد عنيف يجعل الكيان الغاصب أو الولايات المتحدة تفكر مليًا قبل ضرب إيران مرة أخرى. مبدأ "الضربة تُرد بضربة مقابلة" أصبح واضحًا، وقد يشمل استهدافًا لأهداف استراتيجية كالموانئ والمطارات والمنشآت الحيوية، ما سيُوسِّع الحرب ويمدها إقليميًا. وكما يقول المثل الحساني: "البقرة تقول أولاً أبني، ثم بعد ذلك تقول رأسي".

محمد الأمين ولد يحي يحياوي

36781212

[email protected]